دراسة تعيد تعريف الجيل «زد»: ليس كسولاً بل يتبع نهجاً عقلانياً
أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة أن الجيل «زد»، والذي يتضمن مواليد الفترة بين عامي 1997 و2012، يُعتبر أكثر عقلانية مما تم تصويره سابقاً.
في ديسمبر 2023، صرح العديد من الخبراء بأن هذا الجيل، الذي كثيراً ما وُصف بأنه «كسول»، يتبع نهجًا استراتيجيًا في إدارة طاقته، حيث يختار بعناية المناطق التي يستثمر فيها جهده لتحقيق توازن مثالي بين الحياة الشخصية والمهنية.
وأوضحت الدكتورة كاترين ديفولدر، أستاذة الأخلاقيات التطبيقية والباحثة الرئيسية في الدراسة، أن الشباب في عصرنا الحالي يواجهون ضغوطات اجتماعية تدعوهم إلى تحقيق مستوى عالٍ من الإنجاز، مما يعزز من انطباع انهم غير نشطين أو متطلبين.
لكن الحقيقة تشير إلى أنهم يقومون بخيارات استراتيجية تمكنهم من تحديد أولوياتهم بشكل يساعدهم على تجنب الإرهاق والحفاظ على إنتاجية مستدامة.
تابعت د. ديفولدر: "الاتهامات الموجهة لأبناء هذا الجيل بالكسل تنبع من مفاهيم خاطئة مستندة إلى القيم التقليدية لأخلاقيات العمل، والتي في كثير من الأحيان تُعظم من أهمية الساعات الطويلة والجهد المتواصل."
وأكدت د. ديفولدر أن الشاب في عصرنا قد يشعر أحيانًا بالقلق من إمكانية اعتباره كسولًا، لكن هذا الشعور يتشكل نتيجة للضغط الاجتماعي الذي يخلق توقعات غير واقعية. كما أكدت أن الكسل ليس ناتجًا عن نقص في الجهد، بل هو غياب "سبب مقنع" لعدم بذل المزيد من الطاقة، وعندما يتواجد سبب قوي مثل الإرهاق أو التحديات غير المرئية، فهذا لا يعد كسلاً إنما تصرف عقلاني.
واختتمت د. ديفولدر حديثها بالإشارة إلى أهمية إعادة تقييم تصوراتنا عن الكسل، وبدلًا من الحكم على الآخرين بأنهم كسالى، ينبغي علينا التنبه إلى الأسباب الحقيقية وراء أسلوب حياتهم، فقد يكونون ببساطة يديرون طاقتهم بحكمة أو يضعون أولويات مختلفة عن تلك التي اعتدنا عليها.